الافتتاحية: موريتانيا تكتب اسمها بأحرف من ذهب في سجلات إفريقيا الجديدة

في يوم تاريخي، أشرقت فيه شمس موريتانيا على خارطة القارة السمراء، جاء انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا للبنك الإفريقي للتنمية، ليُتوَّج عقدًا من العمل الدبلوماسي الرصين، وتُكلَّل مسيرة قيادة وطنية جعلت من الحضور الموريتاني في المحافل القارية والدولية حقيقة لا يمكن تجاهلها.
إنها لحظة مجد وفخر، لحظة تختصر المسافات بين الإرادة السياسية والكفاءة الوطنية، وتُعلن للعالم أن موريتانيا، بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لم تعد تكتفي بمقاعد المتفرجين، بل صارت في قلب الفعل، وفي صدارة القرار الإفريقي.
لقد أثمرت رئاسة فخامة الرئيس للاتحاد الإفريقي مرحلة جديدة من التقدير والاعتبار لدور موريتانيا، ليس فقط كدولة حدودية جامعة بين الشمال والجنوب، بل كصوت عاقل، ومبادِر، وصانع للتوافقات. فكانت الثقة، وكان الدعم، وكانت النتيجة: موريتاني يتبوأ أرفع منصب تنموي في القارة، بإجماع الأشقاء وتأييد الأصدقاء.
سيدي ولد التاه لم يُنتخب فقط لشخصه، بل انتُخب لموريتانيا التي يمثلها، وللصورة المشرقة التي رسمتها سياستها الخارجية، والتي صاغها الرئيس غزواني بحكمة القائد وبُعد نظر رجل الدولة. صورة تنطق بها لغة التقدير الإفريقي المتزايد، وتُترجمها الثقة المتجددة في كوادرنا الوطنية.
إنه نصر للدبلوماسية الموريتانية، نصر للدولة التي تراكم حضورها لا بالضجيج، بل بالفعل الهادئ والبنّاء. نصر يضع على عاتقنا مسؤولية أعظم: أن نكون على قدر الثقة، وعلى مستوى اللحظة، وأن نستمر في السير بخطى واثقة نحو موريتانيا أكثر إشعاعًا، وإفريقيا أكثر تكاملاً ونماءً.
هنيئًا لموريتانيا بهذا الوسام القاري، وهنيئًا لأفريقيا بقيادة تتطلع إلى الغد، بعيون أبناءها، وعزيمة رجالها.