مقالات

صوت الحق يدق الجرس: حين يتحدث المفكر بلغة الدولة والضمير

صوت الحق يدق الجرس: حين يتحدث المفكر بلغة الدولة والضمير

تحليل: المكتب الإعلامي للشبكة

في تسجيل صوتي جديد، خرج الدكتور المفكر سيد محمد الطالب أحمادو، المعروف بـ”صوت الحق الخامس العلوي”، ليدلي بدلوه في النصر الدبلوماسي الذي حققته موريتانيا مؤخرًا على الساحة المغاربية الإفريقية. لكن، لم يكن حديثه مجرد إشادة، بل كان بيان موقف وتحليل ونداء وعتب، قلما تجتمع كلها في خطاب واحد.

من الإنصاف إلى الإنذار: لا تمرّوا على النصر مرور الكرام

المفكر صوت الحق لم يبدأ حديثه من موقع التنظير المجرد، بل من قلب المعادلة الواقعية. فقد دعا – بلهجة صادقة ونافذة – إلى أن لا يُترك هذا النصر الدبلوماسي يذوب في صمت الإعلام أو يُختزل في لحظة عابرة. النصر، حسب تعبيره، صُنع بجهود رجال الدولة، وعلى رأسهم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ويجب أن يُنسب إليهم أمام الشعب والتاريخ.

ولم يتردد المفكر في تسمية الفاعلين بوضوح، وهو ما يُحسب له كمثقف نزيه لا يخشى التسمية ولا يتورط في التلميح المائع. فذكر:

فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني: بصفته المهندس الأول للنصر، والضامن لحزم الدولة واستمرارها.

معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي: الذي قاد الجهاز التنفيذي بكفاءة لافتة.

معالي وزراء الداخلية، والخارجية، والدفاع، والاقتصاد والمالية الذين مثّلوا أذرع الدولة الصلبة وواجهتها الفاعلة.

نقد بنّاء أم مشروع نهوض إعلامي؟

في نقطة بالغة الأهمية، عبّر صوت الحق عن خيبة أمله من ضعف الإعلام الرسمي في تغطية الحدث، متسائلًا: “كيف لنصر بهذا الحجم أن لا يحظى بمواكبة تستحقه؟ كيف تغيب العدسات عن جهد الدولة وتبقى حاضرة فقط عند الأزمات؟”

لكن صوته لم يكن صوت تقريع فقط، بل كان نداءً لإعادة التموقع الوطني للإعلاميين والمثقفين، داعيًا الأقلام الحرة إلى أن تكون رافعة لا عبئًا، وركنًا داعمًا لا منصة موازية.

وقد شدد على ضرورة الانتقال من مربع النقد الفوضوي إلى ساحة المرافعة الممنهجة، مشجعًا على إرسال العرائض والمذكرات الداعمة لبرنامج الرئيس، والتموقع كطابور خامس إيجابي داخل مشروع الدولة الوطنية الحديثة.

مفكر الدولة لا معارض الظل

حديث المفكر صوت الحق لم يخلُ من تعبيرات قوية مثل:
“لا يجوز للأحرار من الإعلاميين والكتاب أن يقفوا موقف المتفرجين. عليهم أن يكونوا جنود الكلمة، ورأس حربة التنوير.”

وهنا يضعنا المفكر أمام مفهوم نادر لمثقف السلطة: ليس البوق، ولا المعارض المجاني، بل “مفكر الدولة” الذي يرى فيها مشروعًا حيًّا يمكن البناء فيه، والمرافعة عنه حين يصيب، والتنبيه عليه حين يخطئ.

هذا التوازن، هو ما يجعل صوت الحق حالة فكرية مميزة: يمدح دون تملق، وينتقد دون هدم، ويصطف مع الوطن لا مع مراكز القوى الظلية.

خلاصة التحليل: صوت للزمن الصعب

في زمن تعج فيه الساحة بالأصوات العابرة والمواقف المائعة، يأتي صوت المفكر سيد محمد الطالب أحمادو ليعيد تعريف العلاقة بين الفكر والدولة، وبين القلم والمسؤولية.

لقد كان التسجيل أكثر من رأي.. كان خارطة طريق لنخبة جديدة، تؤمن بأن الدولة لا تُبنى بالصمت، ولا الإعلام يُؤمّن بالمجاملة، ولا الوطنية تُقاس بالشعارات، بل بالفعل والقول المتزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى